24/7 دعم

16468786710+

لم تغب فكرة “إلغاء الدولرة أو فك الارتباط بالدولار”، (De-dollarization)، عن الساحة العالمية لمدة 20 عامًا على الأقل. ودائمًا ما تحاول الدول تقليل اعتمادها على الدولار، ولكن ازدادت هذه الدعوات في 2023.

والدولرة هي اعتماد الدول على الدولار في تعاملاتها المحلية والعالمية في الشراء والبيع والتجارة بدلًا من عملتها المحلية.

قوة الدولار في تراجع!
وفي الواقع، انخفضت حصة الدولار من العملات الاحتياطية تدريجياً مع تنويع البنوك المركزية لمصادر احتياطياتها الأجنبية، إلى أدنى مستوى لها في 20 عامًا بنسبة 58٪ في الربع الأخير من 2022، وفقًا لصندوق النقد الدولي.

وكانت حصة الدولار السوقية حوالي71٪ في2001 (وبلغت ذروتها عند 85.6٪ في1971 قبل صدمة نيكسون، عندما ألغى ارتباط الدولار بالذهب).

ولطالما سيطر الدولار الأمريكي على التجارة والتمويل العالميين. وهو الوسيط الأساسي لشراء وبيع البضائع وتقدير قيمة السلع والخدمات، بالإضافة إلى أنه ملاذ آمن لاحتياطيات النقد الأجنبي للمؤسسات المالية والشركات والدول في جميع أنحاء العالم.

لماذا تفكر الدول في هجر الدولار الأمريكي؟
أثارت التوترات الجيوسياسية الأخيرة، والتنافس مع الصين، وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، والجدل في واشنطن حول سقف الدين الأمريكي، مخاوف الكثيرين من قوة الدولار كعملة مهيمنة، مما وضعه تحت رقابة جديدة.

وازدادت الدعاوي للاتجاه نحو “إلغاء الدولرة” وفك ارتباط الاقتصادات بالدولار. وتبحث العديد من الدول الآن عن بدائل للدولار لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة.

ومن الأسباب التي دفعت لتسريع الاتجاه نحو الابتعاد عن الدولار الأمريكي هو قلق الاقتصادات من هيمنة أمريكا على النظام المالي العالمي واستخدام عملتها كسلاح للمعاقبة والترويض والضغط على الدول. مثلما فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على روسيا ردًا على غزوها لأوكرانيا.

بالإضافة إلى، تحكم أمريكا في أسعار السلع والمنتجات الأساسية مثل النفط أو فرض قيود على تجارة سلعة، ما مثل بعض المواد الخام والمعادن، مما يسمح لواشنطن بإعاقة وصول الدول المنتجة لهذه السلع إلى الأسواق من روسيا إلى فنزويلا وإيران.

!نظام جديد للتعاملات وبدائل أخرى للدولار

من هنا، بدأت المزيد والمزيد من البلدان – من البرازيل إلى دول جنوب شرق آسيا – في الدعوة إلى الانفصال عن الدولار وتنفيذ التعاملات التجارية بعملات أخرى بجانب الدولار.

فمثلًا، الهند تشتري النفط الروسي بالدرهم الإماراتي والروبل الروسي. واتجهت الصين لعملتها اليوان لشراء ما قيمته 88 مليار دولار من النفط والفحم والمعادن الروسي. وأكملت شركة النفط الوطنية الصينية CNOOC و TotalEnergies الفرنسية أول تجارة للغاز الطبيعي المسال تمت تسويتها باليوان.

مخاوف مبالغ فيها: استبدال الدولار الأمريكي ليس بهذه السهولة!

استبدال الدولار كالعملة الاحتياطية العالمية الأولى قد يستغرق ويتطلب أكثر من ذلك. فالدولار كان وما زال هو الملك في التجارة العالمية.

وهو العملة الرئيسية في تسعير النفط، وهو سلعة أساسية تحتاجها كل الاقتصادات الكبيرة والصغيرة. كما يتم تسعير وتداول معظم السلع بالدولار.

ووفقًا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، في الفترة من 1999 إلى 2019، شكل الدولار 96٪ من الفواتير التجارية في الأمريكتين، و 74٪ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، و 79٪ في بقية العالم. والاستثناء الوحيد كان في أوروبا، حيث اليورو هو العملة الأساسية.

ويظل الدولار هو وسيلة التبادل المهيمنة في العالم، وهو أيضًا وحدة الحساب الأساسية على مستوى العالم. وما زال يعتبر على نطاق واسع على أنه أفضل “وسيلة لحفظ قيمة الأصول والأموال”.

كما أنه لا يوجد حاليًا عملة بديلة قادرة على المنافسة وقابلة للتطبيق مثل الدولار. فاليورو أقرب منافس للدولار، يحتل المرتبة الثانية في قائمة أقوى عملات الاحتياطي النقدي الأجنبي العالمي بنسبة 20% فقط.

وأخيرًا، في حين أنه قد لا يكون هناك خليفة واحد للدولار، إلا أن تكاثر البدائل قد يخلق عالمًا متعدد الأقطاب.