في الفترة الأخيرة تعرض سوق النفط لكثير من العوامل المحبِطة، ورغم ذلك فإنه يتجه ببطء نحو تحسين الآداء والصعود تدريجياً، يسجل اليوم خام برنت سعر 76.83 دولاراً للبرميل، بينما يسجل الخام الأمريكي سعر 72.64 دولاراً للبرميل، ونلاحظ في أسعار النفط ارتفاع ضئيل على المدى الأسبوعي، خاصةً بعد بدء العمل بتخفيضات الإنتاج منذ أول شهر مايو.
ومن المقرر عقد اجتماع منظمة الأوبك وتحالف الدول المصدرة للنفط في الرابع من الشهر القادم في فيينا، وتتضارب التوقعات حول سياسة الأوبك القادمة من حيث الإنتاج، فقد حذر وزير الطاقة السعودي المتداولين من الاعتماد على التحركات الهابطة، بينما استبعد رئيس وزراء روسيا ألكسندر نوفاك من اتخاذ قرار بمزيد من التخفيضات في إنتاج النفط، وحتى الآن نلاحظ أن تخفيضات مايو غير كافية لدعم أسعار النفط بشكلٍ عام.
أما الغاز الطبيعي فقد صدر تقرير وكالة معلومات الطاقة عن المخزونات الأمريكية للأسبوع السابق، وكانت النتائج أقل من التوقعات والقراءة السابقة، وذلك يعني ازدياد الطلب مما أدى إلى تراجع المخزونات.
من ناحية أخرى تتأثر الأسواق حالياً بالمحادثات القائمة بين البيت الأبيض والكونجرس حول سقف الدين الأمريكي، والتي أثارت موجة من المخاوف من تخلف الحكومة الأمريكية عن سداد التزاماتها المالية، وفي هذا الشأن تمضي المحادثات قدماً بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفين مكارثي، ورغم نقاط الخلاف العديدة بين الحزب الديموقراطي والجمهوري، إلا أنهما يقتربان من الاتفاق حول رفع سقف الدين الأمريكي لإنقاذ الموقف مع خفض الإنفاق كما طالب الجانب الجمهوري.
ننتقل إلى سوق المعادن، حيث استمر الذهب في التراجع خلال جلسات تداول يوم الجمعة، ويسجل في الوقت الحالي سعر 1939.65 دولاراً للأوقية، وقد شهد الذهب تراجعاً واضحاً خلال آخر أسبوعين، وذلك بعد وصوله إلى مستوى تاريخي في بداية شهر مايو، وعلى المستوى الشهري نجد أنه حقق الارتداد الثالث من مستوى 2082 دولاراً، فقد حدث أول ارتداد من هذا المستوى في عام 2020، والثاني في عام 2022، والتحدي القادم أمام المهتمين بسوق الذهب هو قدرته على اختراق تلك المقاومة القياسية أو مواصلة الهبوط.
