حلّقت أسعار خام النفط يوم أمس إلى أعلى مستوى لها منذ بداية شهر مايو، ولكن خلال ساعات اليوم تراجعت عن هذا المستوى، فقد وصل الخام الأمريكي أمس إلى سعر 74.73 دولاراً للبرميل، بينما هبط اليوم إلى 72.86 دولاراً، أما خام برنت فقد حقق أمس سعر 78.66 دولاراً للبرميل، وانخفض حالياً إلى 76.94 دولاراً.
ساهم في دعم أسعار النفط أمس تقرير إدارة معلومات الطاقة الأسبوعي، حيث أفاد التقرير تراجع مخزونات الخام الأمريكي بمقدار 12.5- مليون برميل نفط، وهذا التراجع تجاوز التوقعات بشكل كبير، مما يعني ارتفاع الطلب وزيادة الرغبة في شراء الخام خلال الأسبوع السابق.
ونلاحظ في تحركات سعر النفط تحسناً كبيراً بالمقارنة مع سعره في بداية شهر مايو، فقد تأثر سوق الطاقة بالتغيرات القائمة في الأسواق العالمية، وعلى رأسها القلق حول الاقتصاد الأمريكي ومدى قدرته على الصمود أمام ديون الحكومة، بالإضافة إلى قرارات الفيدرالي برفع أسعار الفائدة واحتمالية تعرض الاقتصاد للركود.
ومن المقرر أن تجتمع منظمة الدول المصدرة للنفط الأوبك وحلفاؤها الأوبك بلس في الرابع من يونيو القادم للاتفاق بشأن مقدار الإنتاج النفطي في الفترة المقبلة، وتميل التوقعات إلى اتخاذ قرارات تعمل على خفض الإنتاج بشكل أكبر، وذلك بعد تحذير وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان من اعتماد بعض المستثمرين على انخفاض أسعار النفط والقيام بعمليات بيع.
ومن الجدير بالذكر أنه منذ بداية شهر مايو بدأ العمل بقرار خفض الإنتاج النفطي الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية وأكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، وقد ساهم ذلك في دعم أسعار النفط بعد تأثرها بانهيار عدد من بنوك أوروبا والولايات المتحدة في مارس الماضي، حتى وصلت حينها إلى أقل مستوياتها في أكثر من عام، رغم ذلك عارضت الولايات المتحدة قرار الأوبك بخفض الإنتاج.
في توقعات وكالة الطاقة الدولية لسوق النفط في العام الحالي، أشار تقريرها إلى أن السوق العالمي سيواجه قلة في المعروض النفطي خلال النصف الثاني من العام، وتوقعت ارتفاع الطلب على الخام إلى ما يزيد عن 100 مليون برميل في اليوم الواحد.
