انتشعت اليوم أسعار النفط بعد الهبوط الذي حدث يوم أمس، فقد وصل سعر خام برنت في الوقت الحالي إلى 77.10 دولاراً للبرميل، بينما يسجل سعر خام غرب تكساس الأمريكي 72.58 دولاراً للبرميل، وذلك يعتبر منطقياً بعد مد خفض الإنتاج النفطي إلى نهاية عام 2024، حيث أقرت منطمة الأوبك وحلفاؤها بهذا الخفض، مع عمل المملكة العربية السعودية لخفض إضافي لتحقيق الاستقرار والتوازن في سوق أسعار الخام.
وفي يوم أمس هبط سعر برنت إلى 74.72 دولاراً للبرميل، كما تراجع الخام الأمريكي إلى سعر 70.13 دولاراً، ومثل هذه التقلبات طبيعية في سوق النفط لأنه يتأثر بسرعة بمعنويات السوق بوجهٍ عام، وعلى وجه الخصوص لا يمكن إنكار المخاوف من ضعف الطلب العالمي والمؤشرات الاقتصادية المحبِطة التي تغير شكل السوق أحياناً، هذا إلى جانب القلق من حدوث انكماش في اقتصاد الدول الكبرى التي تنتهج بنوكها المركزية سياسة رفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم.
في دراسة أصدرها البنك الدولي توضح رؤيته حول النمو الاقتصادي في العالم للعام الجاري، أظهرت هذه الدراسة أن الاقتصاد الأمريكي والصيني لديهما مرونة أعلى من المتوقع تجاه المخاطر العالمية، ورغم ذلك لا يمكن تجاهل تأثير الفائدة المرتفعة على الاستثمار والاقتراض.
ومن أهم الأحداث الاسبوعية المتعلقة بسوق النفط، تقرير وكالة معلومات الطاقة الذي سيصدر اليوم عن كمية مخزونات الخام في الأسبوع الأول من يونيو، وتعود أهمية هذا التقرير إلى أنه يعبر عن مدى الطلب على الخام من خلال تقدير كمية المخزونات المتبقية.
بالنسبة إلى توقعات سوق النفط خلال الأشهر القادمة من العام، يقول بوب مكنالي رئيس مؤسسة رابيدان إنيرجي لدراسة سوق النفط أنه من المتوقع حدوث عجز كبير في النفط في النصف الثاني من العام، ويرى أن أسعار الخام قد تصل إلى مائة دولاراً للبرميل في مطلع العام القادم.
يعتقد خبراء آخرون أن سوق النفط لا يزال ضعيفاً للغاية، ويعود ذلك إلى ضعف الطلب في الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، وهم من أكبر الدول الصناعية المستهلكة للنفط وتستخدمه بشكل أساسي في الصناعات المختلفة.
