أغلقت الأسواق الأسبوع الماضي على تراجعات كبيرة بفعل بيانات التضخم الأمريكية ، حيث تباطأ المعدل الأساسي السنوي إلى 4.6٪ ووصل معدل نفقات الاستهلاك الشخصي الرئيسي إلى أدنى مستوى له منذ ما يقرب من عامين مما خفض قلق المستثمرين بشأن المزيد من رفع أسعار الفائدة ، ودفع أسواق الأسهم للإنتعاش وعليه انتعشت المؤشرات في التحركات الأخيرة لجلسة نيويورك مع إغلاق تداولات الأسبوع الماضي، فقد أغلق مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعاً بمقدار 285 نقطة، كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 53 نقطة، وأنهى مؤشر ناسداك التكنولوجي جلسته على ارتفاع بمقدار 196 نقطة.
لتستكمل بذلك المؤشرات الأمريكية مسيرتها في الإرتفاع خلال الأشهر الأولى من 2023 ، فقد حلق مؤشر داو جونز بالقرب من أعلى مستوى له منذ شهر ديسمبر لعام 2022.
فنياً، يتحرك المؤشر الصناعي داو جونز في شكل عرضي على الفواصل الزمنية الطويلة ، متداولاً الآن حول الحد الأعلى لتلك الحركه العرضية ، متزامناً مع مستويات المقاومة حول 34500 وهي الأقوى تاريخياً على المؤشر الصناعي ، والتي لم يستيطع إختراقها منذ أغسطس الماضي لعام 2022 .
على الفواصل الزمنية القصيرة، إرتد المؤشر الصناعي مع إفتتاح تداولات الأسبوع ليستقر أسفل مستويات المقاومة 34500 نقطة ، مع ترقب الأسواق لبيانات نشاط القطاع التصنيعي الأمريكي ، مكوناً بذلك إنفراج سعري سلبي على مؤشرات الزخم لفاصل زمني 4 ساعات ، ليقترب بذلك التراجع من المتوسط المتحرك لفترة 20 يوم ، مستهدفاً بذلك مستويات الدعم حول 34150 وفي حالة الكسر فإن من المتوقع أن تتزايد الضغوط على المؤشر ليلامس مستويات 33780 نقطة.
وعلى الجانب الآخر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 والذي يتزامن تحركه مع المؤشر الصناعي داو جونز، والذي يهدف إلى أعلى مستوياته منذ شهر أبريل لعام 2022 حول 4525 نقطة ، ومؤشر ناسداك 100 الذي يتداول بنفس السلوك
ومن المتوقع أن تشهد الشركات الأمريكية خلال الربع الثاني تراجعاً واضحاً في أرباحها بما يفوق فترة جائحة كورونا، ووفقاً لمؤسسة بلومبيرج الإخبارية فإن شركات التكنولوجيا قد يكون مصيرها أفضل حالاً من الشركات الأخرى، ويعود ذلك إلى مخاوف الركود الواسعة في المحيط الأمريكي، فارتفاع أسعار الفائدة لفترات طويلة قد تؤدي إلى خفض توقعات النمو الاقتصادي، وقد تصل الأمور إلى الركود، ومن توقعات خبراء السوق ألا تتعافى الأرباح قبل الربع الأخير من العام الجاري.
