24/7 دعم

16468786710+

الحالة النفسية للمتداول وأهم سلوكيات المتداول الناجح

سنتحدث في هذا المقال عن أهم موضوع في مجال الفوركس، حيث أننا لا نبالغ إن قولنا أن نفسية المتداول تعد أهم من التحليل الفني نفسه، تُرى كيف ذلك؟

الطبيب النفسي جون بولينجر ومخترع مؤشر البولينجر باند، عرّف علم التحليل الفني على أنه دراسة سيكولوجية المتداولين، فالسؤال الآن هل الحالة النفسية هي ما تحرك المتداولين أثناء اتخاذ القرار بشأن عمليات البيع والشراء؟

يمثل الجانب النفسي 80 % من التداول، وعلوم الاستثمار بأنواعها تمثل فقط 20 % من طريق النجاح في التداول، لهذا سنتطرق إلى كل الجوانب النفسية المحيطة بالمتداول، والتي تؤثر على قرارته أثناء إجراء عمليات الشراء والبيع.

علاقة الجانب النفسي بالنجاح في التداول: –

الحالة النفسية للمتداول هي العامل الأول في التأثير على قراراته الاستثمارية عند دخول السوق، فتخيل معي عزيزي القاريء أنك دخلت صفقة شراء لأصل مالي معين، ووضعت وقف الخسارة والهدف، ثم بعد قليل أصابك الخوف لأن الصفقة لم تتحرك في صالحك، فقررت الخروج قبل وقف الخسارة، وهنا نرى كيف أثر الجانب النفسي على هذا القرار، فالخوف من الخسارة مشكلة نفسية تؤدي إلى عدم التزام المتداول بخطته، ويسهم ذلك في تغيير القرارات والرؤى بشأن السوق دون دراسة كافية، وقد يتحقق في هذا المثال عدة احتمالات منها:

إذا تحركت الصفقة في اتجاه الربح، ثم خرجت من صفقتك قبل الوصول إلى الهدف، سيؤثر ذلك على نسبة العائد إلى المخاطرة، ويحدث ذلك بسبب الخوف من خسارة الأرباح.

أما إذا تحركت الصفقة في اتجاهك وقررت زيادة أحجام العقود لمضاعفة الربح، بما لا يتناسب مع خطة إدارة المخاطر، فقد أثر الطمع على تداولاتك.

الحياة أيضاً لها تأثير على تداولاتك

إذا كانت هناك أي مؤثرات خارجية أو شخصية تؤثر على نفسيتك كمشكلةٍ ما، أو حالة اكتئاب أو أي شيء يجعل حالتك النفسية غير جيدة، فسيجعلك ذلك تتخذ قرارات خاطئة أثناء متابعة السوق، لأنه سيؤثر على صفة الصبر لديك بالأخص وباقي الصفات بشكلٍ عام.

أهم العوامل المؤثرة على نفسية المتداول ونصائح بشأنها: –

– الالتزام:

لبلوغ أي غاية لا بد من أن يتحلى الشخص بالالتزام كصفة أساسية في شخصيته، سنضرب مثالاً لتوضيح المعنى، إذا أرد شخص ما أن يقلع عن عادة سيئة، سيتطلب الأمر منه إرادة قوية والتزام في رحلته أياً كانت المغريات، قد ينتكس أو يضعف لعدة مرات، ولكن بعد ستة أشهر من الالتزام تكون قد استطعت الإقلاع عن تلك العادة، وكذلك التداول، فالتزامك الشديد بالخطة التي وضعتها للتداول هو طريقك الأول للنجاح، فما للذي يعنيه ذلك؟

إذا خططت للتداول اليومي على أطر زمنية قصيرة(scalping )، ووضعت حداً للخسارة اليومية 1 % التي إذا خسرتها فإنك ستوقف تداولاتك لتبدأ في يومٍ آخر، هنا يأتي دور الالتزام بالخطة، فالنفس البشرية تميل إلى عدم الخسارة، والاختبار الحقيقي هنا ما الذي سيحدث إذا لم تلتزم؟، حينها ستتحكم مشاعرك في قراراتك إذ أنك ستنتقم من السوق، وبالتالي من المرجح أن ترفع أحجام العقود لتعوض خسارتك، وبالتالي ستخرج من خطة إدارة المخاطر أيضاً، وذلك سوف يرفع درجة التوتر والقلق لديك، في هذه اللحظة يجب أن تدرك أن السوق هو الذي يتحكم فيك وأنك تقوم بالانتقام من نفسك وليس منه، فإذا خسرت مرةً أخرى سيؤثر ذلك على ثقتك بنفسك عند دخول الصفقات مجدداً، وأيضاً ستحتاج وقتاً أكبر لتحول خساراتك إلى مكاسب، لكن توقف للحظة وتخيل معي أنك التزمت بالخطة وتقبلت الخسارة 1 %، فإنك لن تدخل هذه الدوامة من الأساس.

اعرف نفسك: –

ليس كل الأشخاص يملكون نفس القدر من الرغبة في المخاطرة، لذلك يجب عليك وضع خطة المخاطرة التي تتناسب مع شخصيتك، عليك أيضاً اختيار الأصول المالية المناسبة لك، فهى تختلف من حيث درجة التذبذب والتحركات اليومية وغيرها من العوامل، والاختيار السليم ومعرفة نفسك ستؤثر على صفة الالتزام لديك، وبالتالي النجاح من عدمه.

– ضع خطة تداول خاصة بك: –

Plan your trade. trade your plan أي خطط لصفقاتك ثم نفذ هذه الخطة، يجب عليك أن تلتزم بطريقتك في التداول، فكل منا له الطريقة التي تناسبه، وليس كل ما يناسبك يناسب غيرك، فالالتزام في تطبيق خطتك حتى النهاية هو طريقك للنجاح في مجال الفوركس.

إدارة المخاطر والالتزام: –

لا تفكر في الربح، ولكن من الأفضل أن تصب أولوياتك نحو المحافظة على حسابك من الخسارة (بول تودور جونز).

إن التزامك بخطة إدارة المخاطر لحسابك، هو الطريق الوحيد لتستمر في سوق الفوركس لأكبر فترة ممكنة، استخدامك لوقف الخسائر هو صمام الأمان لحسابك، الأرباح لا تأتي من عدد الصفقات الرابحة، بل من تفادي الصفقات الخاسرة، وهل هي خسائر صغيرة أو كبيرة؟، لأنه حتى وإن كانت أرباحك كبيرة، فإنها ستتبخر إذا كانت خسائرك كبيرة، لذا يجب أن تلتزم بخطة إدارة المخاطر، فصفقة واحدة بدون وقف للخسائر كفيلة بأن تجعلك تخسر ما صنعته من أرباح خلال سنة كاملة.

– الصبر: –

لا تتم النجاحات الكبيرة إلا في ظل الكثير من المجهود والتعب والصبر، وعلى سبيل المثال برج إيفل الذي يعد من أعظم المعالم السياحية بُني في قرابة السنتين، لم يُبنى في أيام أو حتى شهر، وكذلك التداول في حسابك لن ينمو في شهر فقط، بل على الأقل سنة أو أكثر، لذا يجب أن تصبر على تكوين صفقاتك، ويجب أن تصبر على الأرباح، وأن تصبر أثناء البحث عن صفقاتك ومناطق الدخول إلى ساحة السوق، وصفة الصبر ستتعلمها حتماً بالممارسة.

– التواضع :-

حالة الغرور في بعض الأحيان تسيطر على المتداولين، وخصوصاً المحترفين حيث أنهم ينفذون صفقات ناجحة بكثرة، مما يجعلهم متأكدين بنسبة كبيرة من صفقاتهم، ولكن السوق لا يتحرك في صالحك طوال الوقت، ولذلك نسمع عن مستثمرين نعتبرهم أساطير في عالم التداول خسروا أموالهم بسبب الغرور والثقة الزائدة، لذا يجب دائماً أن تضع هذا السؤال في رأسك: ماذا لو تحرك السوق عكس المتوقع؟، فلهذا السؤال تأثير سحري يجعلك تلتزم بالخطة وبأمر وقف الخسارة، لذلك يجب أن تكون متواضعاً في توقعاتك، فمن المرجح بنسبة 50 % أن يتحرك السوق عكس اتجاهك.

وهم التنبؤات: –

أحد أهم المشاكل التي تواجه المتداولين أزمة توقع السوق، عزيزي المتداول ليس من وظيفتك معرفة المستقبل، ولكن من الواجب عليك تحليل السوق وأخذ القرار على ما هو ظاهر أمامك، ليس على ما قد يحدث في المستقبل، فمثلاً إذا كان الاتجاه هابطاً، فلن نتوقع الصعود أبدأ حتى ينتهي الاتجاه الهابط ويتحول إلى صاعد، أيضاً في الاتجاه الصاعد لن نتوقع أبداً الهبوط، بل دائما سنتوقع الصعود، فنحن لا نبني قراراتنا على أحداث من المحتمل أن تحدث في المستقبل.

بعض المتداولين قد يدخلون عكس الاتجاه الحقيقي، ظناً منهم أن الأسعار ستهبط أو وصلت لمقاومة معينة، أو انتظاراً لخبر معين، ولكن هذا خطأ كبير سينمي عندك عادة سيئة في التداول وهى المجازفة، والصحيح أن نتداول مع الاتجاه القائم إلى أن يثبت العكس.

الصفات التي يتصف بها المتداول الناجح: –

المتداول الناجح يملك عدة صفات أهمها:

أن هدفه الأول هو حماية حسابه من الخسائر الكبيرة، إلى جانب جعل الخسائر أقل ما يمكن، وفي ظل ذلك ستكون الأرباح من نصيبه.

المتداول الناجح هو شخص منضبط جداً، وخصوصاً إذا تعلق الأمر بالتداول في حسابه.

المتداول الناجح لا يطمع ويلتزم بنسبة المخاطرة المحددة للحساب.

يملك من الصبر ما يجعله ينتظر الوقت المناسب لإجراء الصفقات أو وصول الأسعار إلى أهدافها لجني الأرباح.

يصبر على الأرباح ولا يصبر على الخسائر